المجلس الاسلامي الاعلى في العراق عبد العزيز الحكيم الاربعاء ان الوضع الصحي لوالده الموجود في المستشفى في طهران ويعاني من السرطان "تدهور بشكل خطير".
واضاف "ان صحته تتدهور بشكل خطير ونحن نصلي لاجله" مشيرا الى ان شقيقه عمار الحكيم موجود ايضا مع والده المريض.
وعبد العزيز الحكيم البالغ من العمر 60 عاما موجود في طهران منذ اربعة اشهر للعلاج من سرطان في الرئة وقد نقل مجددا الى المستشفى السبت اثر تدهور صحته.
وعبد العزيز الحكيم المعروف بعلاقاته الوثيقة مع ايران يقود المجلس الاسلامي الاعلى في العراق الذي تأسس في 1982 في ايران كحركة معارضة عراقية في المنفى واصبح اليوم احد اعمدة الحكومة العراقية الحالية.
والحكيم هو نجل المرجع الديني محسن الحكيم الطباطبائي الاصفهاني الذي توفي في العراق بداية السبعينيات من القرن الماضي، وعاش أغلب حياته في ايران حيث أسس مع شقيقه محمد باقر الحكيم المجلس الاسلامي أبان حرب ايران مع العراق.
وقضى باقر الحكيم في انفجار في النجف بعد احتلال العراق عام 2003.
عبدالعزيز الحكيم..حياته وما تعني وفاتهعبدالعزيز الحكيم
بغداد :وكالات الأنباء
تزيد وفاة عبد العزيز الحكيم وهو واحد من أقوى زعماء الشيعة بالعراق من الشكوك السياسية قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في يناير والتي واكب اقترابها تفجيرات ينحي كثيرون باللائمة فيها على الصراعات السياسية. وقال مسؤولون أن الحكيم زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وعميد واحدة من أهم العائلات الدينية في العراق توفي اليوم بعد صراع طويل مع المرض. ومن الممكن ان تؤدي وفاته الى نشوب صراع على الخلافة وانقسامات داخل الحزب أو تزعزع استقرار بناء ائتلاف قبل الانتخابات.
صراع على السلطةمن المتوقع أن يتولى عمار ابن عبد العزيز الحكيم قيادة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي. وسيبذل الحزب قصارى جهده لضمان الانتقال السلس للقيادة ولو ظاهريا على الاقل. ويقول مطلعون على شؤون الحزب أن عمار الحكيم بلا شك سيكون الوجه الجماهيري للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي بسبب اسم عائلته. وسيساعده مجلس من المستشارين البارزين ربما يتحكم بعضهم في أمور الحزب. وتعارض بعض الشخصيات البارزة داخل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الخلافة على أساس الانتماء للأسرة. ولا يمكن استبعاد صراع على السلطة وربما تجد السلطات أن من الصعب كبح جباح أي أعمال عنف. والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي قريب من إيران حيث أسست الحزب شخصيات كانت تعيش في المنفى هربا من حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ومن المؤكد أن طهران ستحاول التأثير على مسار الحزب المستقبلي.
ما هو الأثر على الائتلافسارع المجلس الأعلى الإسلامي العراقي إلى إعلان ائتلاف يقوده الشيعة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بينما كان عبد العزيز الحكيم يرقد على فراش المرض في إيران. الائتلاف الجديد الذي يقوده المجلس الأعلى الإسلامي العراقي يستبعد رئيس الوزراء نوري المالكي وحزب الدعوة الذي يقوده وهو الشريك الشيعي الرئيسي للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي في الحكومة الحالية.ويقول نواب مقربون من المالكي انه ضغط من أجل أن يكون الائتلاف العراقي الموحد القائم على الشيعة والذي رأس الحكومة بعد انتخابات عام 2005 أكثر انفتاحا على جماعات أخرى مثل السنة والأكراد.
كما أكد المالكي أن حزب الدعوة الذي يقوده وحلفاءه لهم حق اكبر في الفصل في امور التحالف. وتشير تقارير إلى أنه أصر على أن يحصل على ضمانات بتولي رئاسة الوزراء اذا فاز التحالف بأغلبية في يناير. ومن الواضح أن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في عهد الحكيم قاوم مطالب المالكي. وربما تغير وفاته هذا الموقف.
وربما تضعف الصراعات الداخلية على السلطة أو الافتقار للوضوح بشأن الخلافة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي لفترة قصيرة ويقوي حزب الدعوة بقيادة المالكي مما سيقنع القائمين على المجلس الأعلى بإبداء مزيد من المرونة تجاه مطالب رئيس الوزراء. ومن شأن إصابة المجلس الأعلى بالضعف أو التشتت أن يعطي المالكي مزيدا من الثقة لخوض الانتخابات بمفرده على رأس ائتلاف واسع النطاق.
حياتهيعد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي الذي توفي اليوم عن عمر يناهز 59 عاما اثر مرض عضال احد ابرز الشخصيات السياسية الشيعية بعد سقوط نظام صدام حسين. وعبد العزيز هو آخر أنجال المرجع الراحل الكبير محسن الحكيم مما اكسبه الشعور بالمسؤولية العالية تجاه قضايا الشيعة والأمة.
ولد في النجف عام 1950 ومنذ نعومة أظفاره توجه نحو الدراسة في الحوزة العلمية في النجف، وتتلمذ على يد المرجع الراحل محمد باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة كما حضر قليلا لدى المرجع الكبير الإمام الخوئي. وشارك في العمل السياسي والتصدي لنظام صدام حسين، فكان من المؤسسين لحركة جماعة العلماء المجاهدين في العراق، وعضوا في الهيئة الرئاسية للمجلس الأعلى في أول دورة له ثم مسئولا للمكتب التنفيذي للمجلس الأعلى في دورته الثالثة. ثم أصبح عضوا في الشورى المركزية للمجلس الأعلى منذ العام 1986.
وتم انتخابه في سبتمبر 2003 رئيسا للمجلس الأعلى بعد مقتل شقيقه محمد باقر الحكيم بتفجير قرب ضريح الإمام علي في النجف. وعمل الحكيم في منفاه في مجال حقوق الإنسان في العراق، فأسس "المركز الوثائقي لحقوق الإنسان في العراق" وهو مركز يعنى بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في العراق من قبل نظام صدام حسين آنذاك. ويعتقد أن عائلة الحكيم تعرضت إلى مضايقات وإعدامات في زمن صدام حسين، حيث تقول الوثائق التي تقدمها العائلة بإعدام نحو مئة من أفراد عائلة الحكيم التي تقطن في النجف بينهم سبعة من أشقاء عبد العزيز الحكيم.
وكان من أكثر المقربين لشقيقه الأكبر وكان يثق برأيه واستشارته في الأمور السياسية والجهادية والاجتماعية. وكلفه شقيقه الأكبر بمسؤولية إدارة الملف السياسي لحركة المجلس الأعلى فترأس وفد المجلس الأعلى إلى واشنطن، وإدارة العملية السياسية للمجلس الأعلى في اللجنة التحضيرية لمؤتمر لندن 2002 ثم مؤتمر صلاح الدين، ثم في العملية السياسية بعد سقوط نظام صدام.
وأصبح بعد سقوط النظام السابق عضوا في مجلس الحكم، ثم عضوا في الهيئة القيادية لمجلس الحكم العراقي وترأس المجلس في دورته لشهر ديسمبر عام 2003 وانتخب بالإجماع من قبل أعضاء الشورى المركزية للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي. وأقام الحكيم الذي يضع عمامة سوداء ترمز إلى سلالة الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد عودته من المنفى في بغداد حيث يسكن المنزل السابق لطارق عزيز نائب رئيس الوزراء في عهد صدام حسين. وفي هذا المنزل حيث يتولى حمايته عناصر من منظمة بدر الجناح المسلح لحزبه والذي سلم السلاح رسميا وانخرط بالعمل السياسي.
وحقق الائتلاف الشيعي الذي تزعمه الحكيم والذي ضم أحزابا شيعية بينها حزب الدعوة والتيار الصدري 128 مقعدا من بين 270 مقعدا في البرلمان في انتخابات 2005. وكرر خلال رئاسته مطالبته بتشكيل الأقاليم وخصوصا إقليم الجنوب، كما كان يرفض الحكم المركزي للدولة. وعبد العزيز الحكيم الذي كان يدخن كثيرا، زار مرارا إيران لتلقي العلاج كما سافر إلى الولايات المتحدة لإجراء فحوصات على يد أطباء اختصاصيين. ويعاني الحكيم من سرطان الرئة الذي أصيب به اثر إدمانه على التدخين.
وتأسس المجلس الأعلى الذي يقوده في 1982 في إيران كحركة معارضة عراقية في المنفى، وهو معروف بعلاقاته الوثيقة بطهران، وصداقته للولايات المتحدة. وأصبح العراق وإيران يرتبطان بعلاقات وثيقة منذ إطاحة الولايات المتحدة نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في 2003. ويعتبر تنظيم عبد العزيز الحكيم احد أعمدة الحكومة العراقية الحالية. وتعرض لمحاولتي اغتيال بسيارة مفخخة في العراق.