الإسلام المنهج السليم للحياة الحمد لله ناظم الأكوان ,, خالق الإنس والجان ,, المتفضل المنان ,, جاعل الإسلام خير منهج لكل مكان وزمان ,, وفي كل وقت وظرف وآن .. والصلاة والسلام على خير البرية والأنام محمد رسول السلم والسلام ,, نبي الإسلام ,, عليه وعلى آله وصحبه أفضل صلاة وأتم سلام .. ثم أما بعد
إن الإسلام دين ونهج ونظام .. به أرسل سبحانه أنبياءه الكرام .. من آدم عليه السلام إلى النبي الخاتم نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام .. فكان جميع الرسل والأنبياء دعاة إلى الإسلام
واقتضت حكمة العزيز المنان .. أن يكون محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والرسل الكرام .. مبعوثاً بمنهج الإسلام بصورته الكاملة وشعلته الدائمة وشريعته الشاملة ودعوته إلى الحق والسلام .. بعد أن كان ما قبله من الشرائع التي جاءت بنفس رسالة الإسلام .. ولكنها لم تأتي بصورة هذا المنهج الكاملة وذلك تدرجاً في تشريع هذا المنهج العظيم على أهل الأرض من الإنس والجان .. فكان هذا التدرج مُلائماً لعقلية الإنسان .. التي كانت تتقدم في كل زمان يلي ما قبله من الأزمان ..
وجاء الوقت المناسب لكي يعرض الله سبحانه وتعالى هذا المنهج والنظام .. الذي لا يُمكن لحال الإنس والجان .. أن يصلـُح من دونه مهما كان .. فأرسل نبيه محمد عليه الصلاة والسلام .. للعالمين بهذا المنهج والنظام ..
فلو تعمقنا ونظرنا في حال الكون .. وما حولنا على هذه الأرض من غير الإنسان والجان .. لوجدنا أن كل شيء مُسيّر وٍفق قانون ونظام .. قد أبدعه الحكيم العلام .. وميّز سبحانه الإنسان بأن أعطاه حرية اختيار ما يشاء من منهج وجعل له حرية اختيار المصير .. ولكنه سبحانه أوضح للإنسان بأن منهج الإسلام .. هو المنهج الوحيد والنظام الفريد .. الذي به يصلـُح أمر كل إنسان في الدنيا والآخرة .. وبهذا المنهج الوحيد الذي لا مثيل له ولا شبيه .. تنجلب المنافع للفرد والمجتمع بل للعالم أجمع .. وتندفع المضار وتندثر المشكلات ويعِمّ الأمن والسلام .. وتكون السعادة والوئام .. وبهذا المنهج تسير الأمور على ما يُرام ..
نعم هو منهج الإسلام , المنهج العظيم , فالإسلام لا يقتصر على العبادات الفعلية والقولية من صلاة وصيام وزكاة وحج وغير ذلك من الأعمال !!
لا ,, بل الإسلام هو منهج حياة , وهو الحل الأمثل والأول والفريد والوحيد , لكي يعيش كل فرد وكل مجتمع وكل العالم .. بخير وفقط بخير .. فتندثر الشرور .. وتنعدم راية الباطل وترتفع راية الحق خفاقة..
فلا تعتقد أخي المسلم وأختي المسلمة .. أنك إذا إلتزمت بأداء العبادات , وأهملت التطبيق لمنهج الإسلام في حياتك اليومية .. فلا تعتقد بأنك بذلك قد طبقت الإسلام !!
أبداً لا يكون الإسلام بذلك .. لقد قال عليه الصلاة والسلام : (( إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) .. فالإسلام نهج إن طبقته سعدت وكان الخير منهمراً عليك .. حتى البلاء ترى فيه الخير الكثير لك .. يقول عليه الصلاة والسلام : (( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير , إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له((..
إن دين الإسلام لا يعني أن تكون ذو شخصية تُـُنهك نفسها بالعبادات .. فالإسلام دين الوسطية .. الإسلام علمنا كيف نعيش .. علمنا شأن حياتنا كله .. فما من خير إلا دلنا عليه الإسلام .. وما من شر إلا حذرنا منه ..
علمنا الإسلام ,, كيف نتعامل مع الناس ..
علمنا الإسلام ,, كيف نتعامل مع الصغير والكبير ..
علمنا الإسلام ,, كيف نتصرف في الحل والترحال ..
علمنا الإسلام ,, كيف نتعامل مع المال ..
علمنا الإسلام ,, كيف يُعامل الزوج زوجته , وكيف هي تـُعامله ..
علمنا الإسلام ,, كيف يُعامل الأب ابنه , وكيف يبرّ الابن بأبيه ..
علمنا الإسلام ,, ما الضار وما النافع , وحثنا على الخير وأمرنا به , ونهانا عن الشر وزجرنا عنه .. لم يترك الإسلام شيئاً إلا علمنا إياه .. حتى الخِرأة , كما قالها سلمان الفارسي علمنا إياها الإسلام !!
إذاً فالإسلام منهج ونظام .. بدونه ينعدم الأمن والسلام .. بدونه ينعدم الحب والوئام .. بدونه تنعدم مكارم الأخلاق .. بدونه ينتشر الفساد والإنحلال .. بدونه نفشل في الدنيا والآخرة ..
ويبقى السؤال .. هل حقاً أيها المسلم .. انتهجت بنهج الإسلام ؟!
أم أنك جعلت الإسلام مجرد دين .. ومجرد عبادة تـُطبقها وانتهى الأمر ؟!!
لا ,, بل الإسلام دين ومنهج ونظام لكل شأنك في هذه الدنيا من أصغر وأحقر عمل تقوم به إلى أعلى وأعظم عمل تقوم به !!
يؤسفني كما يؤسف الكثير حالنا نحن المسلمون .. عندنا أفضل منهج وأسلم نظام .. واتبعنا وطبقنا مناهج الفشلة الأذلة الأشرار .. فضيعنا منهج الإسلام .. فذل حالنا , وكثـُرت مشاكلنا , وضاعت قدسنا , وهانت دماؤنا , وانتـُهكت أعراضنا , وتمزقت وحدتنا , وأصبحت أمجادنا مجرد تاريخ مضى , وحاضرنا تبكي عليه العيون والقلوب دموعاً ودماً ..
} إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ{