د. الفوزان: الطعن في الصحابة مقصود به هدم الدين
متابعة: هدى الأنصاري - جمال عفيفي
الاثنين 25 شوال 1431 الموافق 04 أكتوبر 2010
قال د. عبد العزيز الفوزان في تعقيبه على تطاول الرافضي الخبيث على أم المؤمنين عائشة: أحب أن أقول لإخواني وأخواتي أن مثل هذه الكلمات الظالمة الفاجرة من هذا المجرم لن تضر الدين الإسلامي شيئا، ولن تضر عائشة بشيء ولن تمسها بسوء، فهنيئا لها حسنات تهدى إليها وهي في قبرها رضي الله عنها، ولن يزيدها مثل هذا القول الفاحش الظالم إلا علوا وكرامة وعزة.
جاء ذلك في حديثه لقناة "الرسالة" برنامج "يستفتونك" الذي عرض في 16 من شوال 1431، موضحا أن عائشة رضي الله عنها يكفيها شرفا أنها ضجيعة رسول الله عليه الصلاة والسلام وأحب الناس إليه, سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه: من أحب الناس إليك؟ فقال: عائشة. قال: ومن الرجال؟ قال: أبوها.
إذن هي أحب الناس إلى رسول الله، ورسول الله هو أحب الخلق إلى الله، ولا يمكن أن يحبب الله عز وجل عنده إلا طيبا كريما.
وأوضح الشيخ أن كلام هذا الرجل ليس شيئا نشازا أو شيئا غريبا، بل له سلف كثيرون في الحاضر والسابق، وكتبهم طافحة بسب عائشة وأبيها رضي الله عنه وعنها وسب عمر وكبار الصحابة رضي الله عنهم، بل بتكفيرهم والتقرب إلى الله عز وجل بلعنهم وذمهم صباح مساء.
وبين الشيخ الفوزان أن كتبهم مليئة بالكثير من هذا التجني، وقال: أتمنى أن تفهم القضية على وجهها, هذا الرجل كأنه يقول للغلاة من قومه: مضى عهد التقية ويجب أن نعلن عقيدتنا على الملأ ويتبنى هذا المشروع, وأنا أقول: هذه ناحية إيجابية, أعني وضوح هذا الرجل بهذه الوقاحة، حتى يعرف الناس الشر والبلاء الذي ينطوي عليه معتقد هؤلاء. هذه قضية غاية في الأهمية يجب أن تفهم، لذلك تجد أن الكثيرين تنادوا لاستنكار ما حدث حتى من طائفته وهذا شيء يحمدون عليه.
لكن أيضا نقول لا يكفي، يجب أن يستنكروا ما هو موجود في كتبهم ويدرس في معاهدهم ومدارسهم في إيران وغيرها، ويجب أن يستنكر وأن يوقف هذا الكره الصراح الذي يربى عليه مع الأسف أمثال هؤلاء الجهلة. هؤلاء أعظم والله خطرا على الإسلام وأهل الإسلام, لا يستطيع يهودي أو نصراني أن يقول مثل هذا الكلام ولو قاله لقيل هذا غير مسلم أو لا يفهم الإسلام, أما هذا فيتحدث باسم الإسلام والمسلمين -مع الأسف الشديد- ويقول هذا القول الظالم المنكر الفاحش, لذا أتمنى من هؤلاء الذين أصدروا بيانات الشجب والإدانة، ونحن نشكرهم على ذلك، أن يتبعوها ببيانات أخرى بضرورة إبطال هذه الكتب الطافحة بهذا الظلم الصراح لدين الله عز وجل ولله عز وجل ولرسوله ولصحابته الكرام .
لا تحسبوه شرا لكم
وأكد د. الفوزان أن كلام هذا المجرم كما قال الله تعالى {لا تحسبوه شرا لكم} بل هو خير للأمة, وأنه بعد أن قال الله عز وجل في أهل الإفك ( فأولئك عند الله هم الكاذبون ) يأتي هؤلاء وكأنهم يقولون كذبت يا الله, بل هي زانية فاجرة، والعياذ بالله يكذبون رب العالمين.
كذلك فإن الله عز وجل يترضى عن الصحابة ويبين أن لهم الجنة في سورة التوبة وسورة الفتح وغيرها, وهؤلاء كأنهم يقولون كذبت يا الله، بل هؤلاء كفار ومرتدون وأنهم أهل النار، بل كما يقولون في كتبهم -مع الأسف- أن أبا بكر وعمر في الدرك الأسفل من النار تحت إبليس، أي جعلوهم أكبر الكفرة.
ثم أوضح الشيخ أن هؤلاء يهدمون الدين من أصله وإن قالوا أنهم مسلمون, ويجب على العقلاء فيهم إن كانوا فعلا صادقين ويريدون الإنصاف والحق أن يستنكروا هذا الكفر وهذا الضلال الذي يهدم الإسلام من أصله، ومعلوم أن الطعن في عائشة وأبي بكر وعمر وسائر الصحابة رضي الله عنهم ليس المقصود به الطعن بأشخاصهم فهو لن يضيرهم والله ولن يزيدهم إلا رفعة, وإنما المقصود به هدم الإسلام من أصله، لأنهم هم الذين نقلوا لنا القرآن والسنة فإذا طعنت فيهم ماذا بقي!
تكون قد هدمت القرآن والسنة، أي هدمت أصل الدين، ثم أيضا يجيَش هؤلاء العوام المساكين لحرب الإسلام وأهله .
وبين الشيخ أن الطعن في الصحابة رضي الله عنهم وتكفيرهم كما هو حال كثير من هؤلاء هو طعن في الله وطعن في رسول الله عليه الصلاة والسلام. بل أكبر من هذا الطعن في النبي عليه الصلاة والسلام عندما يقولون أن الرسالة في الأصل لعلي لكن الأمين خان الأمانة فردها إلى محمد عليه الصلاة والسلام، وهذه ترهات لا يقبلها عاقل، فلو حصل هذا مع ملك من ملوك الدنيا لقصم ظهر هذا الرسول وأيضا هذا المدعي الذي قبل الكذب وتبناه، فكيف يكون جبريل الذي هو سيد الملائكة وأفضلهم والذي ظل أمينا على الوحي 23 سنة خائنا للأمانة؟!ما أبعد هذا عن منطق البشر! ثم أيضا كيف ينصر الله محمدا عليه الصلاة والسلام ويخبر أنه رسول الله ويقول {محمد رسول الله} ويقول {وما أرسلناك إلا كافة للناس} , {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} وهو بزعمهم ليس هو الرسول!
وهذا طعن في الله عز وجل وفي علمه وفي قدرته وفي حكمته، وفي الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم طعن في الصحابة الذين اصطفاهم الله واختارهم واجتباهم ليكونوا أنصار رسول الله عليه الصلاة والسلام حملة رسالته معه وبعده، كيف يكونون كلهم كفارا وفسقة ومجرمين وكذابين، بل حرفوا القرآن وحرفوا السنة كما يزعمون!
وقال الشيخ: هذا اتهام لله وسوء ظن بالله وبرسول الله وأنه بدرجة من الغباء والسذاجة بحيث لا يحسن اختيار أصحابه وجلساءه، وأوضح الشيخ تألمه للعوام من هؤلاء الذين يربون على هذا الظلم ويظنون أنهم على حق