sara Queen
مشآركـ ـآتـي : 6994 وين ساكن : القصيم عملك او هوايتك : الابحار بمنتدى مملكة قصيميه حالتك النفسيه : الحمدلله والشكر نشاط العضو : مساحه خاصه : انـا وااارثهـ مـن ((أبويـ ))
النفس الابيه...
والوفااا مـن طـبـ ع ـي وطـبع نااسي..
مادخلت النت ادور للـ ح ـميهـ ....او ادور من يحن ومن يواسي .. وما ادور لاحبيب ولاخويهـــ....الشرف ستري وثوبي مع لباسيــ ..
السٌّمعَة : 28 نقاط : 8962 تاريخ التسجيل : 24/03/2007
| موضوع: طيف الصوره د.نوف علي المطيري الخميس أبريل 05, 2012 8:23 pm | |
| طيف الصوره
ضحكات مكتومة تأتي من آخر الصالون , تكاد تجعلني أنفجر , ألتفت بغضب تجاه مصدرها حيث تقبع مجموعة من النسوة في زاوية . يتحدثن ويثرثرن بلامبالاة ودون اكتراث بأحد - يا إلهي , ما بال تلك النسوة؟!..هل أصبن بلوثة عقلية؟! هززت رأسي بعنف وغضب أحاول طرد ذلك الصداع الذي يلازمني مذ دخلت المكان مع والدتي التي سرعان ما ذهبت للجلوس بجانب شقيقة الفقيدة . تكاد أظافري تمزق حقيبة يدي , أعصرها وكأني أريد نقل كل ما برأسي من صداع وألم إليها ولكن الألم استمر فقررت في النهاية الاستسلام . فتحت حقيبتي بحثاً عن قرص مهدئ لهذا الصداع الذي احتل رأسي فأصبت بخيبة . - يا لِحُمقي ... دائماً أنسى تلك الحبوب . نظرت أمامي فوجدت قنينة ماء , وبضعة كؤوس , فتنهدت : - شيء ..أفضل من لاشيء . تجرعت كأس الماء بسرعة حتى كادت أن تبتل عباءتي وقرع خطى النسوة حولي يصهل في أذنيّ! طفقت أفكر بما أشاهده وأعزي نفسي بقرب الرحيل بدأت أتمتم بصمت مع نفسي كي أطرد الملل المتشح بالسواد! - من يصدق أنني أحضر عزاء امرأة لا أعرفها؟! ابتسمت بصمت وأنا أفكر بأول عزاء شهدته , لقد كان عزاء أبي . - ثلاثة أعوام مرت على رحيله وذكراه لا تفارقني في رحلة فَقْدٍ مهيبة تنزع الدم من أوردتي, آهٍ يا أبي, بعدك تبعثرت أيامي وتهت في الزمن خرجت زفراتي بحدة تحمل لوعتي وحزني . تنبهت وطردت تلك الأفكار الحزينة من عقلي كانت عيناي متصلبتان ترقبان أرتالاً تعج بنسوة قدمن وأخريات يرحلن على عجل! كم شعرت بالدهشة إزاء ما يحدث جموع تتحرك بسلاسة ودقة , وكأن هنالك من يرتب خطواتهن . تعلم كل واحدة منهن مقعدها ووقت رحيلها! وفجأة شعرت بالملل ونظرت باتجاه النسوة اللاتي لايزلنّ يتحدثنّ رغم نظرات الحضور الغاضبة إلا أنهن لم يوقفن الحديث ولو لبرهة. - ماهذه الوقاحه؟! كدت أصرخ في تلك الزمرة , لكنني تمالكت نفسي , فصمت إذ لا رغبة لدي لإثارة البلبلة - الحياة هي السبب هكذا بررت الموقف لنفسي حتى لا أشعر بالصدمة من أفعال البشر آه من بني البشر..لماذا لا نعرف قيمة الأشخاص إلا حينما نفقدهم؟ جالت عيوني في المكان تبحث عن وجه يجعلني أشعر بأن هناك من يتذكر المرحومة , ففشلت وبدأت أفكر وأنا أنظر في المكان وأتأمل كل زواية , وكل ركن في ذلك القصر الضخم الكئيب . هل الحزن محصور ببني البشر فقط؟ هل بكت عليها تلك القطط التي تقبع صامتة في إحدى الأركان تنظر بصمت وبلاهة بالحاضرات ولا تصدر أصواتاً حتى ظننت أنها خرساء وتلك الورود التي تقف بشموخ فوق تلك الطاولة المستديرة بالقرب من النافذة هل تدمع عيناها لفراق تلك السيدة؟ والجدران التي تحيط بنا , وشهدت تفاصيل حياتها بكل مافيها من أفراح وأحزان هل تدمع عيناها لمن سكنت المكان؟ وتخيلت شبحها وهو يطوف في الغرف , يثير الرعب والفزع في سكان المنزل الجدد ورغم جنون الفكرة إلا أنني أحببتها وفجأة حانت مني إلتفاتة للممر , وبدأت أتأمله لفترة طويلة ثم سرت باتجاه تلك الستائر الخضراء التي تعلو النوافذ الزجاجية والأثاث الفاخر واللوحات المنتشرة في كل أركانه حتى أوصلتني خطاي لنهاية الممر , وتسمرت أمام باب قديم , حاولت فتحه ولكنه مقفل , صرخت متأملة: - ما أضخم هذا الباب..! حاولت مجدداً فتحه فلم أفلح وبقيت صامتة أمامه أفكر: - ما الذي وراء هذا الباب وأي سر يخفيه ؟ كانت تعلوه نقوش غريبة لمجموعة من الذئاب بوجوه بشرية , يعلو كل رأس تاج ذهبي . مشهد يوحي بالجمال والغرابة حيث امتزج خيال الفنان بالطبيعة كم أثارتني تلك النقوش وجنحت بخيالي بعيداً وفجأة خطرت ببالي فكرة مجنونة هل هناك بوابة بين عالم الأحياء والأموات نستطيع من خلالها لقاء من رحل من أحبابنا؟ يا له من حلم مجنون يداعب خيالي كنت كالذي يبحث عن الثلج في وسط الصحراء لملمت شتات نفسي وقررت أن أعود لمكاني , فقد تأخر الوقت لكني وقفت والحيرة تلتهمني وبينما أنا غارقة في أفكاري فجأة سمعت صوت خطوات قادمة باتجاه الممر تراجعت خطوتين للوراء , وأنا أشعر بالرعب والخجل وبدأت أفكر بأهل المنزل . - يا لغبائي كيف سأبرر موقفي وتطفلي ابتلعت ريقي وحاولت الوقوف منتصبة ويداي تتصبب عرقاً . أكاد أموت من الخجل نظرت باتجاه قرع الخطى القادمة باتجاهي , فإذا بسيدة عجوز كانت ترتدي ملابس خضراء اللون يذكرني لونها بلون العشب - كان لوناً نابضاً بالحياة - تتوشح شالاً حريرياً أبيض اللون . تفرست في ملامحها ووجها الذي حفرت السنين معالمها عليه يبدو أنها قد ودعت الستين منذ سنوات اقتربت منها بخطوات مترددة قائلة: - سيدتي أنا؟ وما كدت أنطق بهذه الجملة حتى قاطعتني بحركة من يدها وتقدمت باتجاه الباب المغلق , ثم وقفت ترمقني بنظرات غريبة شعرت بنظراتها تحرقني وكأنها تريد سبر أغوار روحي ثم قالت: - ليس من الأدب أن تقتحمي أملاك الآخرين نكّستُ رأسي والخجل يحاصرني , فكم وددت أن تنشق الأرض وتبلعني حتى أمزق أغلال اللحظة المتكوّمة في أحداقي. - أعتذر...كنت أبحث عن الحمام ضحكتُ في داخلي وتعجبتُ من قدرتي على اختلاق الأكاذيب بسهولة اقتربت العجوز وهي تلوح بإصبعها وهي تضحك قائلة: - لا تكذبي ...عماذا تبحثين؟ - لاشيء..لقد تأخرت يجب أن أعود - هل ترغبين بمعرفة سر هذا الباب؟ - أنا؟...نعم..إن سمحتي لي أشارت بإصبعها حتى اقترب منها ثم همست : - سوف أجعلك تدخلين مع الباب لكني أحذرك . لكل شيء ثمن شعرت بالفزع من كلام تلك العجوز ونظرات عينيها التي تكاد تخنقني ولكن صوت الطيش والمغامرة يصدح عالياً داخل عقلي ويطالبني بإكمال المغامرة حتى النهاية - لا بأس موافقة.. صفقت العجوز بيديها وأخرجت مفتاحاً حديدياً تعلوه شقوق السنين وقدم العهد.. وما كادت تفتحه حتى توقفتْ ثم التفتْ وهي متجهمة - للمرة الأخيرة أسألك . هل أنتِ مستعدة لدخول الباب ؟ كلماتها جعلت قلبي يخفق بشدة وشعرت بصوت يصرخ بداخلي , اهربي ..اهربي قبل أن تندمي لكنني أخرست تلك الهمهمات وقررت المضي - نعم مستعدة يا سيدتي وما إن فتحت الباب حتى شعرت بالصدمة وخيبة الأمل - غرفة نوم ؟! كانت غرفة نوم بسيطة تحتوي سريراً خشبياً قديم الطراز يعلوه غطاء أبيض , ودولاب خشبي قديم قد كسرت مرايا دفتيه وحتى الطاولة التي تعلوها بضع صناديق قد تعرضت فيها المرايا للكسر, وزجاجة عطر قديمة . لم يكن هناك شيء مميز في تلك الغرفة سوى ذلك السجاد الفارسي الذي ينم عن ذوق رفيع وحرفية عالية شعرت بالغضب من أفكاري الطفولية وتلاعب تلك السيدة بعقلي -كل هذا التعب من أجل غرفة سخيفة هكذا فكرت بداخلي دخلت الغرفة وأنا أشعر بالتردد , وعين السيدة ترقب خطواتي , وما أن اقتربت من الستارة التي تغطي النافذة تماما وحاولت إزاحتها حتى شعرت بيد تلك العجوز تلمس كتفي فشعرت بالذعر وتراجعت للخلف قليلاً , ولكن تلك السيدة اقتربت أكثر وهي تضحك قائلة: - حان دفع الثمن - أي ثمن؟ - ألم تقولي إنك مستعدة لدفع ثمن دخولها؟ - وما الثمن يا سيدتي؟ - لاشيء ...سوى أن تبقي معي ولنسلّي بعضنا البعض - أنا..؟ شعرتُ بالغباء من الموقف الذي وضعت نفسي فيه , فقررت الرحيل من الغرفة - سيدتي يجب عليّ الآن أن أرحل.. تحركتُ باتجاه الباب , والتوتر بداخلي تعلو وتيرته وقلبي يخفق بشدة وقدماي تكادان لاتحملاني من الخوف ولكني صممت على الرحيل ومغادرة المكان فوراً.. وفجأة ضحكاتها تملأ الأمكنة حولي ودويّها يطوف في أذني كالرعد.. أغلقت الباب بشدة غيرعابئة بموقفي أمام أهل المنزل أحكمت الباب ورائي بقوة وأنا أقول بصوت عالٍ: - كم أنا حمقاء . وقفتُ محدقة في الممر وبالصور التي تعلو جدرانه وبدأت أفكر بالموقف المحرج الذي وقعت به قبل قليل قررت العودة لمجلس العزاء , فقد تأخر الوقت ويبدو أن والدتي تبحث عني وما أن بدأت السير في الممر حتى شعرت برغبة عارمة في تصوير الباب تراجعت للوراء قليلاً وأنا أنظر باتجاه الباب وأتأمله بإعجاب قائلة: - كم هو رائع لو شاركت بصورة الباب في مسابقة المدينة بعد تردد استمر ثواني أخرجت الهاتف النقال من حقيبتي لتصوير الباب وما كدت انتهي من التصوير حتى شعرت بألم يسري في جسدي وأنفاسي تتسارع والظلام الدامس يغشو المكان شعرت بالفزع الشديد وبدأت أصرخ بصوت خافت: - أنقذوني إنني أموت سقطت على الأرض وأنا أتلوى من الألم , وما هي إلا ثواني حتى غبت عن الوعي - ابنتي ..ابنتي هذا صوت أمي !.. لماذا تبكي؟ صوتها أشبه بالهمس وكأنها تناديني من وادي سحيق هل أنا ميتة؟..هل رحلت عن الدنيا كنت خائفة من أن أفتح عيني واكتشف رحيلي وفكرت بأمي وإخوتي وكل أحبابي لماذا لا نحس بقيمة من نحب حتى نفقدهم ؟! ها أنا الآن ألوك الحسرة والألم وشعرت برغبة في البكاء ولكنني قررت الرضا بقدري وما كدت أفتح عيني حتى صعقت وبدأت أصرخ بصوت مبحوح: - مازلت على قيد الحياة ..لم أمت.. نعم لم أمت! الدوار كان يجثو على رأسي وأصابع الفزع مازالت تلاحقني.. أملتُ خدي على وسادة بيضاء.. مشاعر متضاربة تختلج في داخلي , سرور وفرح وحزن وغضب ولم أشعر بالدموع وهي تنهمر من عيني بكثافة الدهشة المتكوّرة بداخلي .. اقتربتْ والدتي وهي تحتضنني قائلة: - لم الحزن يا ابنتي ؟ أسندت رأسي علي كتفها وأنا أصارع دموعي التي منعتني من الرؤية وما هي إلا دقائق حتى فتح الباب الغرفة - أبي؟ صعقت من هول الصدمة فأغمي عليّ وما كدت أفيق حتى نهضت من سريري أتلمس الرجل الواقف أمامي وألثم وجهه بالقبل وأنا أبكي وأضحك - أنت حي لم تمت ..أنت حي ضحك والدي وحاول تخليص نفسه من يديّ ولكنني تشبثت به خوفاً من أن يهرب أو يكون مجرد حلم تقدمت والدتي صوبي وهي تحاول إعادتي للسرير فقد بدأت أشعر بالتعب - تعالي لتستريحي نظرت نحوها بقلق وأنا أصلي لله أنا لا يكون ما أشاهده حلم فقلبي لا يحتمل الصدمات - أمي ما الذي حدث؟ - وقع حادث لك وكنتِ في حالة خطرة بدأت أتحسس رأسي والرباط الذي يعلوه والكدمات التي تنتشر في أنحاء جسدي - هل كنتُ في غيبوبة؟ - نعم استمرتْ فترة طويلة حتى خشينا أن نفقدك نظرت باتجاه أبي بحب شديد وطلبت منه أن يدنو بالقرب مني , اشتم عبيره وأتلذذ بحضنه الدافئ - أحبك يا أبي بقينا لساعات نتحدث ونتسامر وبعد أيام سمح الطبيب لي بالخروج وتمضية فترة النقاهة في المنزل قررت الركون للراحة والاسترخاء فقد مررت بتجربة أثقلت كاهلي وجعلتني أفكر بالحياة والموت . استلقي في غرفتي بلا حراك وعيناي تجول في كل ركن , وكأنني أشاهد المكان لأول مرة , واختزل كل تفاصيله -كم أحب الحياة حانت مني التفاتة للهاتف النقال وبدأت أعبث بما فيه من رسائل وصور وما كدت أصل لنهاية الصور حتى صعقت وشعرت بالفزع يتملكني - إنها صورة الباب الخشبي وتقف بالقرب منه تلك السيدة العجوز! د.نوف علي المطيري | |
|