دمشق تُقصف والشهباء تلتهبُ
وحمص ثكلى ودير الزور تنتحبُ
وسائر الشام تشكو ما ألمّ بها
إذ حل في أرضها الأهوال والكربُ
الشام شام أبي بكر وصاحبه
ولم تزل لهما لليوم تنتسبُ
وخالد والفتى الجراح قادتها
صالوا على أرضها كالأسد إذ تثبُ
ما بالها اليوم داس الظلم ساحتها
فظل منها رغيد العيش يستلبُ
ناديتها ودموع العين جارية
لحالها وفؤادي ملؤه نصبُ
ما للنوائب صالت يا دمشق بكِ
وأي نازلة زارتك يا حلبُ
ما لي أرى أهلك يشكون من محن
لم يُعرف الرأسُ إذ حلت ولا العقبُ
ما ذنب أبنائك الأحرار يذبحهم
باغ تحركه الاحقاد والرِيَبُ
أجابت الشام أن الذنب منهجنا
وما عدا ذاك لا ذنب ولا سببُ
وذاك حال بني الإسلام قاطبة
مهما تعاقبت الأزمان والحقبُ
أنى نظرت إليهم - يال محنتهم -
أبصرتهم حق حرياتهم سُلبوا
ما حال غزة والأقصى بخافية
ولا العراق فمن حالي لما العجبُ
وفي أراكان إخوان لنا حرقوا
كانهم لسعير المعتدي حطبُ
كفى الرضى بهوان يا أحبتنا
رصوا الصفوف فنصر الله مرتقبُ
وأيقنوا أنَّ ربي لن يضيعكم
ففوضوا الأمر للديان واحتسبوا ')