• إعلان عن «ضمير» مفقود !

• إعلان عن «ضمير» مفقود !
• خالد السليمان


قال اللص المتورم بعد أن حاصرته الأسئلة عن مصادر ثروته الطائلة، وهو الموظف الحكومي الذي بدأ حياته موظفا وتقاعد موظفا: لا يهمني ما تقولون.. يكفي أن ضميري مرتاح!
المسكين كان يتحدث عن شيء لا يملكه وظن أنه يملك إحساسه، وبالتالي هو يعيش كذبة صدقها حتى ظنها الحقيقة التي يجب أن يراها الجميع كما يريد هو، مثله مثل ذلك الإداري المرتشي الذي برر العمولات التي يحصل عليها من ترسية وتوقيع العقود الحكومية في إدارته بأنها من «السعي» الذي يحصل عليه الوسطاء، فحلل لنفسه الحرام وحقق لنفسه قناعة زائفة بمشروعية سرقاته، ناسيا أنه في وظيفته العامة مجرد ممثل مؤتمن على المصلحة العامة، ولو جلس في بيته ما جاءته تلك العمولات ولا طل في وجهه أصحابها!
ما يزعجني في الأمر أن هؤلاء اللصوص باتوا يكيفون لصوصيتهم بأنها مشروعة، وبأنهم يملكون ضمائر مرتاحة، وأن المجتمع هو المتجني حين يسيء فهم استفادتهم من مناصبهم، فليس أخطر من اللص الخبيث إلا لص خبيث يظن أنه لص شريف!
لقد أنعم الله على العديد من أصحاب الوظائف العامة بالخير الوفير بفضل الوراثة أو ممارسة العمل التجاري والعقاري الحلال بعد ترك وظائفهم أو حتى أثناء ممارستها رغم أن النظام لا يجيز ذلك، لكن العقل يحتار أمام ثروات مليارية هائلة تسد الشمس لبعض الموظفين العامين، كما لو أنهم وقعوا على مغارة علي بابا!
ربما كان فهم الأمر لا يحتاج للبحث عن الضمائر، بل عن القيود والقضبان!.